سورة آل عمران - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{لَيْسُوا سَوَاءً، مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَةٌ قَآئِمَةٌ} روي عن ابن عباس أن سبب نزولها أنه أسلم عبد الله ابن سلام وجماعة معه، فقالت أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلاّ شرارنا، فأنزل الله تعالى: {لَيسُوا سَوَاءً} إلى قوله: {وأولئك مِنَ الصَّالِحِينَ}.
{أمةٌ قَائِمَةٌ} فيه ثلاث تأويلات:
أحدها: عادلة، وهو قول الحسن، وابن جريج.
والثاني: قائمة بطاعة الله، وهو قول السدي.
والثالث: يعني ثابتة على أمر الله تعالى، وهو قول ابن عباس، وقتادة، والربيع.
{يَتْلُونَ ءَايَاتِ اللهِ ءَانآءَ اللَّيْلِ} فيه تأويلان:
أحدهما: ساعات الليل، وهو قول الحسن، والربيع.
والثاني: جوف الليل، وهو قول السدي.
واختلف في المراد بالتلاوة في هذا الوقت على قولين:
أحدهما: صلاة العَتْمَة، وهو قول عبد الله بن مسعود.
والثاني: صلاة المغرب والعشاء، وهو قول الثوري.
{وَهُمْ يَسْجُدُونَ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني سجود الصلاة.
والثاني: يريد الصلاة لأن القراءة لا تكون في السجود ولا في الركوع، وهذا قول الزجاج، والفراء.
والثالث: معناه يتلون آيات الله أناء الليل وهم مع ذلك يسجدون.
{مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} اختلفواْ في سبب نزولها على قولين:
أحدهما: أنها نزلت في أبي سفيان وأصحابه يوم بدر عند تظاهرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أنه نزلت في نفقة المنافقين مع المؤمنين في حرب المشركين على جهة النفاق.
وفي الصّرِّ تأويلان:
أحدهما: هو البرد الشديد، وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي.
والثاني: أنه صوت لهب النار التي تكون في الريح، وهو قول الزجاج، وأصل الصّر صوت من الصرير.
{أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} فيه تأويلان:
أحدهما: معناه أن ظلمهم اقتضى هلاك زرعهم.
والثاني: يعني أنهم ظلموا أنفسهم بأن زرعواْ في غير موضع الزرع وفي غير وقته فجاءت ريح فأهلكته فضرب الله تعالى هذا مثلاً لهلاك نفقتهم.


{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ} قيل إنها نزلت في قوم من المسلمين صافوا بعض المشركين من اليهود والمنافقين المودة لمصاحبة في الجاهلية فَنُهُوا عن ذلك.
والبطانة هم خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره، والأصل البطن، ومنه بطانة الثوب لأنها تلي البطن.
{لاَ يِأْلُونَكُمْ خَبَالاً} أي لا يقصرون في أمركم. والخبال: النَّكال، وأصله الفساد ومنه الخبل الجنون.
{وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ} فيه تأويلان:
أحدهما: ودوا إضلالكم عن دينكم، وهو قول السدي.
والثاني: ودوا أن تعنتوا في دينكم أي تحملون على المشقة فيه، وهو قول ابن جريج، وأصل العنت المشقة.
{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} أي بدا منها ما يدل عليها.
{وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُم أَكْبَرُ} مما بدا.


{وَإذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} واختلفوا في أي مكان كان على قولين:
أحدهما: أنه كان يوم أُحد، وهو قول ابن عباس، والربيع، وقتادة، والسدي، وابن اسحاق.
والثاني: أنه كان يوم الأحزاب، وهو قول الحسن، ومجاهد.
{تُبَوِّئ} أي تتخد منزلاً تبوئ فيه المؤمنين. ومعنى الآية: أنك ترتب المؤمنين في مواضعهم.
{وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: سميع بما يقوله المنافقون، عليم بما يضمرونه من التهديد.
والثاني: سميع لما يقوله المشيرون عليك، عليم بما يضمرون من نصيح الرأي وغش القلوب.
والثالث: سميع لما يقوله المؤمنون عليم بما يضمرون من خلوص النية.
{إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنْكُمْ أَن تَفْشَلاَ} اختلف فيها على قولين:
أحدهما: أنهم بنو سلمة وبنو حارثة من الأنصار، وهو قول ابن عباس، وجابر بن عبد الله، الحسن، وقتادة.
والثاني: أنهم قوم من المهاجرين والأنصار.
وفي سبب همّهم بالفشل قولان:
أحدهما: أن عبد الله بن أبي سلول دعاهما إلى الرجوع عن لقاء المشركين يوم أحد، فهمّا به ولم يفعلا، وهذا قول السدي وابن جريج.
والثاني: أنهم اختلفوا في الخروج في الغدو والمقام حتى همّا بالفشل، والفشل الجبن.
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلّةٌ} وبدر ماءٌ نزلوا عليه كان لرجل يسمى بدر، قال الزبير بن بكار هو بدر بن النضر بن كنانة فسمي باسم صاحبه، وهذا قول الشعبي، وقال غيره بل هو اسم له من غير إضافة إلى اسم صاحب.
{وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} قولان:
أحدهما: الضعف عن مقاومة العدو.
والثاني: قلة العدد وضعف الحال.
قال ابن عباس: كان المهاجرين يوم بدر سبعة وسبعين رجلاً، والأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلاً، وكان المشركون ما بين تسعمائة وألف.

9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16